بعد فترة وجيزة من انتقالي إلى دلهي، كنت أبحث عن طريقة مجدية لبدء مشاركة خبراتي. وذلك عندما صادفت تارامنظمة غير حكومية تقوم بعمل قيّم في مجال حماية الطفل وتمكينه.
بعد انضمامي كمدرب ومستشار متطوع، عملت عن كثب مع فريق العمليات على تعزيز برامجهم التدريبية للمراهقين من ذوي الخلفيات الضعيفة. استكشفنا معًا الطرق التي يمكننا من خلالها زيادة فعالية هذه الجلسات. وباستخدام أسئلة التدريب كمحفز، قام فريق TARA بالتفكير في وجهة نظر جمهورهم وعصفنا ذهنيًا بأساليب لدمج ملاحظاتهم في برامج التدريب.
وبما أن معظم الشباب الذين تعمل معهم منظمة "تارا" ينحدرون من خلفيات معرضة للخطر، فإن معظم الشباب الذين تعمل معهم لا يميلون بطبيعتهم إلى المشاركة أو إبداء آرائهم. ولهذا السبب شجعت الفريق على تخصيص فترات استراحة للتفاعل غير الرسمي وتنظيم ألعاب يُطلب خلالها من المشاركين الإدلاء بآرائهم.[1] يسعدني أن أشارككم أن الفريق يطبق بعض هذه الأفكار بنجاح كبير!
كانت مساهمتي الأخيرة والأكثر إفادة لي هي التحدث إلى مجموعة من مراهقي TARA الذين كانوا يستعدون لامتحانات البورد، وبالتالي كانوا يشعرون بالإرهاق والقلق. في الهند، تعتبر امتحانات البورد، التي يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً في القبول في الجامعات وآفاق المستقبل، مصدراً كبيراً للتوتر بالنسبة للعديد من الشباب.
بدأت بعرض فيديو باللغة الهندية، واصفًا ضغوط امتحانات البورد وكيفية التغلب عليها. بعد السماح ببضع دقائق من التفكير، طلبت من الأطفال مشاركة تصوراتهم الخاصة عن الإجهاد وطرقهم المعتادة في التعامل معه. ثم تحدثنا عن "الإجهاد المفيد" وكيف يمكن استخدامه بالفعل لتحسين الأداء. كان العديد من هؤلاء المراهقين ضحايا للإيذاء خلال طفولتهم، لذا فإن الطريقة الإيجابية لإعادة صياغة التوتر يمكن أن تكون أداة مفيدة جدًا لهم.
خلال المناقشة، اكتشف بعض الأطفال أن عادة "السخافة" واللعب قبل الامتحانات قد تكون في الواقع استراتيجية جيدة للتغلب على التوتر. يا لها من مفاجأة سارة أن يعلموا أن أخذ فترات راحة من المذاكرة يساعدهم في الواقع على الاستعداد بشكل أفضل للامتحانات!
وشعر الأطفال الآخرون بالتشجيع للبدء في استخدام ضغوطهم بحكمة لتعبئة مواردهم وطاقتهم. تحدثنا عن أن الثقة تأتي مع الممارسة، وناقشنا بعض الطرق العملية لوضع هذه الخطط موضع التنفيذ.
كان هدفي الأول هو جعل المراهقين أكثر وعيًا بمشاعرهم، حتى يتمكنوا بعد ذلك من تعلم كيفية تنظيمها. يسعدني أن أقول أننا تمكنا من تحقيق بداية رائعة، حيث اعترف العديد من الأطفال بتوترهم وشاركوا مشاعرهم. نأمل أن تكون هذه المناقشة قد مهدت الطريق للمشاركين للتعامل مع عواطفهم بشكل أفضل، والتعامل مع لحظات الضيق، وتحقيق نتائج أفضل.
يواجه المراهقون في عالم اليوم قدراً هائلاً من التوتر. وهذا لا يقتصر فقط على الأطفال من خلفيات ضعيفة أو أولئك الذين يستعدون للامتحانات الحاسمة. فالقلق بشأن الواجبات المدرسية والتوفيق بين الدراسة الأكاديمية والأنشطة اللامنهجية ينطبق على المراهقين من جميع الخلفيات. ولا يقتصر تأثير القلق المستمر على الأداء الأكاديمي للشاب فحسب، بل يمكن أن يؤثر أيضاً على صحته النفسية والعاطفية.
نادية، لقد قمنا بتوضيح هذا الجزء أكثر قليلاً وأضفنا بعض التفاصيل لجعلها مترابطة - هل يمكنك مراجعتها ومعرفة ما إذا كانت منطقية؟